هل يمكن تعلم البرمجة في وقت قصير؟

هل يمكن تعلم البرمجة في وقت قصير؟

واحدة من أكبر المشكلات التي يتضمنها هذا التساؤل والتي رأيتها متكررة في كثير من الحالات لأشخاص يرغبون في تعلم البرمجة، هي الرغبة في اختصار رحلة التعلم والانتهاء منها في أسرع وقت ممكن، وعندما لا يتمكن المتعلم من الانتهاء من المحتوى المطلوب دراسته جيدًا قبل الالتحاق بسوق العمل في الوقت الذي يريده يفقد الرغبة في الاستمرارية ومواصلة التعلم.

وللإجابة عن هذا السؤال، يجب أن تدرك أولًا أن مدة التعلم تختلف من شخص لآخر نتيجة لاختلاف الإمكانات والقدرات العقلية، فهناك تفاوت في القدرة على الدراسة والتحصيل بين الجميع، لذا الإجابة بمدة محددة على سبيل المثال (شهر- شهرين – سنة… إلخ) ستكون إجابة غير منطقية نظرًا للسبب الذي تم توضيحه، وستصل بك في النهاية للإحباط في حالة عدم الالتحاق بسوق العمل بعد مرور هذه المدة، فالسؤال الأهم الذي يجب أن تبحث عن إجابته هو “كيف أحفظ وقتي وجهدي بتجنب السير في الطريق الخطأ خلال رحلة التعلم؟” فبدلًا من أن تهتم بقصر مدة التعلم يجب أن تهتم بتجنب الأفعال والأسباب التي من الممكن أن تهدر وقتك وجهدك دون فائدة تستحق.

إليك أكثر 4 أسباب تُهدر طاقتك ووقتك وتجعل مدة التعلم أطول من اللازم:

مصادر تعلم البرمجة الغير مناسبة

مصادر تعلم البرمجة كثيرة ومتنوعة ومتفاوتة من حيث احترافية المحتوى وقوته، وجودة الإنتاج، وسلاسة الشرح، والتوضيح للمفاهيم، ودائمًا ما يشعر المبرمج المبتدئ بالتشتت والحيرة بسبب كثرة المصادر (Resources) وخرائط الطريق (Roadmaps)، مما يؤدي إلى ضياع الوقت دون التمكن من مهارة حقيقة تمكنه من الالتحاق بسوق العمل، لذا يجب أن تحدد هدفًا من البداية والاعتماد على مصدر أو مصدرين أساسيين للتعلم واختيار مسار كامل (Track) لدراسته والانتهاء منه، وذلك سيحفظ لك وقتك ويجعل مدة التعلم أقصر ما يمكن. أنصحك بالاطلاع على المحتوى الذي تقدمه منصة المدرسة والمسارات التي تُقدم باحترافية شديدة.

عدم الاهتمام بتعلم أساسيات البرمجة

دائمًا ما أشبه نمط تعلم البرمجة بنمط بناء مبنى مكون من عدة طوابق:

1. عمل تصميم مناسب للمبنى
2. ترسيخ الأساسات الخرسانية والأعمدة المسلحة
3. الانطلاق في بناء الطوابق طابق تلو الآخر

كذلك في رحلة تعلم البرمجة:

1. تحديد خارطة طريق (Roadmap)
2. إتقان الأساسيات (Algorithms, Data Structures, and Object-Oriented Programming, etc)
3. تعلم مسار برمجي على سبيل المثال (Web development or Mobile development)

فعدم الاهتمام أو تجاهل مرحلة تعلم أساسيات البرمجة مثل الخوارزميات وهياكل البيانات ومهارة حل المشكلات هي بمثابة تجاهل مرحلة عمل الأساسات الخرسانية والأعمدة التي تعتمد عليها طوابق المبنى، وكلما كانت الأساسات أقوى زادت القدرة على بناء طوابق أكثر وأكثر. لذلك الاهتمام بإتقان أساسيات البرمجة أمر مهم وضروري إذا كنت تريد احتراف مجال صناعة البرمجيات، وهناك مسار كامل لتعلم الأساسيات من الصفر حتى الإتقان على منصة المدرسة يمكنك الوصول له من خلال هذا الرابط.

عدم التطبيق والممارسة

هناك مقولة إنجليزية تقول “Practice makes perfect” – مع التدريب يأتي الإتقان. الاستمرار في تلقى المعلومات والمفاهيم دون التطبيق على تلك المفاهيم هو أمر بعيد عن الصواب ومن الممكن أن يصيبك بالإحباط في نهاية المطاف، حيث إنك لم تقم بتعميق فهمك واستيعابك لتلك المفاهيم عن طريق بناء مشروع تستطيع من خلاله تطويع ما تعلمته خلال الدورة، ومما يميز منصة المدرسة هو شرح المفاهيم من خلال بناء المشاريع (Project-based courses) وتوفير الكثير من الاختبارات لاختبار الفهم والاستيعاب لما تم شرحه.

الاستعجال

يعتقد العديد من المبرمجين المبتدئين أن الأمر لا يتطلب سوى قراءة كتاب أو مجموعة مقالات تقنية أو مشاهدة سلسلة فيديوهات عن كيفية بناء موقع الكتروني (Web Application) أو تطبيق موبيل (Mobile Application)، ولكن الأمر ليس كذلك، تعلم البرمجة يحتاج لكثير من الجهد والصبر على الاستمرار في التعلم، لذلك كن صبورًا واعلم أن الحصول على الأشياء الثمينة ليس بالأمر السهل.

تعلم البرمجة عملية تحتاج للتدرج والتطبيق المستمر، وإذا لم تفهم طبيعة رحلة تعلم البرمجة، فسوف تفقد الرغبة وتصاب بالإحباط كثيرًا، لذا يجب عليك تصحيح تصورك لكي تصل في النهاية للنجاح في هذا المجال.