نظرية الذكاءات المتعددة لغاردنر

زمن القراءة: 3 دقائق

نظرية الذكاءات المتعددة تعدّ من أبرز النظريات في مجال التعليم وعلم النفس، وهي تطرح مفهومًا جديدًا يبتعد عن الفكرة التقليدية للذكاء الواحد. اقترح هوارد غاردنر أن الذكاء لا يقتصر على القدرة العقلية المجردة التي تُقاس بالاختبارات التقليدية، بل يتنوع ليشمل قدرات متعددة تعتمد على الجوانب الاجتماعية، الجسدية،  واللغوية. هذه النظرية غيرت كيفية تعامل المعلمين مع الطلاب، حيث أصبح التركيز على تنمية المهارات المختلفة لدى كل فرد بناءً على نوع الذكاء الذي يمتلكه. تم تطبيق النظرية في عدد من الدول لتعزيز التعليم المخصص والموجه نحو تحسين التجربة التعليمية.

تعريف نظرية الذكاءات المتعددة

نظرية الذكاءات المتعددة هي فكرة طورها عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر عام 1983. تشير هذه النظرية إلى أن الذكاء ليس مقياسًا ثابتًا وقابلًا للقياس بسهولة، بل يتكون من عدة أنواع مستقلة من الذكاء يمكن أن تختلف في مستواها من شخص لآخر.

مؤسس النظرية: هوارد غاردنر

هوارد غاردنر هو عالم نفس وأستاذ في جامعة هارفارد، اشتهر بأعماله في مجال التعليم وعلم النفس. طوّر غاردنر هذه النظرية بناءً على أبحاثه حول القدرات البشرية المختلفة، مشيرًا إلى أن الذكاء يجب أن يُفهم كقدرات متعددة لا يمكن اختزالها في مجرد درجات على اختبار ذكاء.

مفهوم الذكاء عند العلماء

  • جان بياجيه: رائد علم النفس المعرفي، يرى أن الذكاء يتطور مع التفاعل مع البيئة، ويعتمد على مراحل تطور الطفل.
  • جاردنر: يؤمن بأن الذكاءات المتعددة تشمل الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء البصري المكاني، الذكاء الجسدي الحركي، الذكاء الشخصي (معرفة الذات)، والذكاء الاجتماعي.

التجربة والتطبيق

من خلال أبحاثه في مجالات متنوعة مثل الرياضة، والتعليم، لاحظ غاردنر أن الأشخاص يظهرون تفوقًا في مجالات معينة قد لا تظهر في اختبارات الذكاء التقليدية. بناءً على هذه الملاحظة، اقترح أن هناك أنواعًا متعددة من الذكاء، ولكل فرد قدرات فريدة تميزه.

ماذا استفاد العالم من النظرية

النظرية غيّرت طرق التعليم التقليدية التي تركز فقط على الذكاء الأكاديمي واللغوي. أصبحت المدارس تعتمد على طرق تعليمية مخصصة تتماشى مع ذكاءات الأطفال المختلفة، ما أدى إلى تحسين النتائج التعليمية والشخصية للطلاب.

تطبيق النظرية في دول العالم

تم تطبيق هذه النظرية في العديد من دول العالم مثل فنلندا، حيث تم تصميم مناهج دراسية تراعي أنماط الذكاءات المختلفة لدى الطلاب. هذا أدى إلى نتائج تعليمية إيجابية وإلى تطور قدرات الطلاب في مجالاتهم المفضلة.

كيف تستفيد من النظرية في حياتك العملية

  • تحديد نوع الذكاء: ابدأ بتحديد نوع الذكاء الذي تتفوق فيه (مثل الذكاء اللغوي أو الذكاء الموسيقي). يمكن أن يساعدك هذا في معرفة مجالات العمل والدراسة الأنسب لك.
  • تطوير المهارات: استخدم نمط الذكاء الذي تفضله لتطوير مهاراتك الشخصية. على سبيل المثال، إذا كنت تمتلك الذكاء الجسدي الحركي، فركز على الأنشطة التي تتطلب الحركة مثل الرياضة أو التمثيل.

خطوات عملية لتطوير الذات بناءً على النظرية

  1. اختبار لتحديد نوع الذكاء: ابدأ بإجراء اختبار لتحديد نوع الذكاء الذي تمتلكه.
  2. التطوير المستمر: خصص وقتًا يوميًا لتطوير مهاراتك في نوع الذكاء الذي تبرع فيه.
  3. الانخراط في أنشطة ملائمة: ابحث عن أنشطة عملية تساعدك في استخدام نوع الذكاء الخاص بك.
  4. التكيف مع الوظائف المناسبة: اختر وظائف أو مهام تناسب قدراتك، مثل الأعمال التي تعتمد على التواصل الاجتماعي إذا كنت تمتلك الذكاء الاجتماعي.

نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد غاردنر تقدم رؤية متقدمة وموسعة لمفهوم الذكاء البشري، حيث تُظهر أن الذكاء ليس قدرة واحدة وإنما مجموعة من القدرات المتنوعة التي يمكن تطويرها لدى الأفراد. ساهمت هذه النظرية في تطوير أنظمة التعليم في العديد من البلدان، وأثبتت أن فهمنا لأنفسنا وقدراتنا يمكن أن يقودنا إلى النجاح المهني والشخصي.

مقالات ذات صلة

اشترك
نبّهني عن
2 تعليقات
أحدث
أقدم الأكثر تصويتا
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات