التعلم الصريح
التعلم الصريح هو نوع من التعلم يتم فيه اكتساب المعرفة أو المهارات بوعي وإدراك كامل من المتعلم. يعتمد على الانتباه الواعي والممارسة المنظمة، ويشمل تعلّم القواعد، الحقائق، والمعلومات التي يمكن تفسيرها وتوضيحها بشكل مباشر. في هذا المقال، سنتناول تعريف التعلم الصريح، العلماء الذين تناولوا هذا المفهوم، وأهم التجارب التي ساعدت على فهم هذا النوع من التعلم. كما سنستعرض أمثلة على تطبيقات هذا التعلم في بعض الدول، وكيف يمكن الاستفادة منه في حياتنا العملية لتطوير الذات وتحقيق الأهداف.
تعريف التعلم الصريح
التعلم الصريح هو اكتساب المعرفة بشكل متعمد ومنظم حيث يكون الفرد على وعي تام بما يتعلمه. في هذا النوع من التعلم، يتم تعليم القواعد أو الحقائق أو المهارات بصورة واضحة ومنهجية، وتكون المعلومات التي يتم تعلمها قابلة للتفسير والتوضيح. يتمثل التعلم الصريح في الأسلوب التعليمي المستخدم في المدارس والجامعات، حيث يتم تقديم المواد التعليمية بوضوح للطلاب ويتم تقييم مدى فهمهم للمادة بشكل منتظم.
من هو مؤسس التعلم الصريح؟
رغم عدم وجود مؤسس واحد لتعريف التعلم الصريح، إلا أن العديد من العلماء أسهموا في تطوير المفهوم. على رأس هؤلاء العلماء “جيروم برونر” (Jerome Bruner) الذي ركز في أبحاثه على أهمية الاستكشاف الموجه في التعلم، وأيضًا “روبرت غانييه” (Robert Gagné) الذي طوّر نموذجًا لكيفية تصميم وتقديم المواد التعليمية بشكل فعال في إطار التعلم الصريح.
مفهوم التعلم الصريح عند العلماء المشهورين
- جيروم برونر: اعتبر أن التعلم الصريح هو جزء من التعلم الاستكشافي الموجه، حيث يتم توجيه المتعلم من خلال خطوات متسلسلة وواضحة لاكتساب المعرفة.
- روبرت غانييه: ركز على تقديم المواد التعليمية وفق تسلسل منطقي وتوفير بيئة تعليمية منظمة يمكن من خلالها نقل المعرفة بشكل مباشر وواضح.
- جان بياجيه: في أبحاثه عن التطور المعرفي، بيّن أن الأطفال يتعلمون من خلال التفاعل المباشر مع البيئة، ولكن عندما يصلون لمراحل متقدمة، يتطلب الأمر تعلمًا صريحًا لفهم الأمور الأكثر تعقيدًا.
التجارب المتعلقة بالتعلم الصريح
إحدى التجارب الشهيرة التي تناولت التعلم الصريح كانت تجربة “ديفيد أوزوبل” (David Ausubel) حول “التعلم اللفظي ذو المعنى”. في هذه التجربة، أظهر أوزوبل أن تقديم المعلومات بطريقة واضحة ومنظمة تساعد المتعلمين على فهم واستيعاب المعلومات بشكل أسرع وأكثر فعالية. أظهر أوزوبل أن الدماغ قادر على تنظيم المعلومات الجديدة ودمجها مع المعرفة السابقة، مما يزيد من فعالية التعلم.
استفادة العالم من هذه التجارب
من خلال تجارب أوزوبل وعلماء آخرين، تم تصميم العديد من المناهج التعليمية التي تعتمد على تقديم المعلومات بشكل صريح ومنظم. ساعدت هذه التجارب في تحسين طرق التدريس وزيادة الفهم لدى الطلاب في المدارس والجامعات.
أمثلة على تطبيق التعلم الصريح في بعض الدول
اليابان من الدول التي استفادت بشكل كبير من تطبيق مفهوم التعلم الصريح في نظمها التعليمية. في اليابان، يتم تقديم المواد التعليمية بطريقة منهجية ومنظمة حيث يضمن ذلك استيعاب الطلاب للمفاهيم بشكل كامل قبل الانتقال إلى الموضوعات الأكثر تعقيدًا. كما يتم تقديم الملاحظات المباشرة للطلاب لتعزيز الفهم.
كيف أستفيد من التعلم الصريح في حياتي العملية؟
تحديد الأهداف بوضوح: من خلال التعلم الصريح، يمكن للفرد تحديد الأهداف التي يريد تحقيقها بشكل واضح ومعرفة الخطوات التي يجب اتخاذها للوصول إليها.
تنظيم الوقت والمعلومات: تنظيم المعلومات والبيانات بشكل واضح ومحدد يساعد في استيعابها بشكل أسرع واستخدامها في الوقت المناسب.
تحسين المهارات المعرفية: التعلم الصريح يتيح للفرد اكتساب المعرفة والمهارات المعرفية التي تساعده على حل المشكلات بطريقة أكثر كفاءة.
خطوات عملية لتطبيق التعلم الصريح في تطوير الذات
حدد أهدافك بوضوح: حدد ما تريد أن تتعلمه أو تطوره وحدد إطار زمني لتحقيق هذه الأهداف.
استخدم مصادر تعليمية موثوقة: حاول الاعتماد على مصادر تعليمية تقدم المعلومات بشكل منظم وصريح مثل الكتب الأكاديمية والدورات التدريبية.
التكرار والممارسة المنظمة: مارس ما تتعلمه بشكل منتظم وكرر المعلومات الجديدة حتى تصبح جزءًا من معرفتك العملية.
قم بتقييم تقدمك: من حين لآخر، قِس مدى تقدمك في التعلم وقم بتعديل أساليبك إذا لزم الأمر لتحسين الفهم.
التعلم الصريح هو أداة قوية لتطوير الذات وتحقيق الأهداف من خلال التعلم المنظم والموجه. يمكن استخدامه في تحسين الأداء الأكاديمي والمهني على حد سواء، ويُعد مفتاحًا لفهم المعلومات المعقدة وتطوير المهارات العملية بطريقة واعية ومنهجية.